من العجيب حقاً أن لكل شعب اسطورة يفخر بها و ينادي بسيادتها على الجميع و هذه الأسطورة سواء اكانت مستمدة من الدين أو التاريخ الحربي أو حتى الاثار و المدافن القديمة لا شك أنها تقوم على تمجيد هذا الشعب و وصفه بالشعب القوي الذي لا يقهر و العظيم الذي يحيا ليسود و ليس العكس ....
و بما إننا كعرب شعب من شعوب العالم فلنا ايضاً اساطيرنا التاريخية و العقائدية التي تجعلنا افضل البشر و فوق جميع من خلقهم الله و لكن عدونا الصهيوني له اساطيره ايضاً التي تفرض علينا انه هو المنتصر و شعب الله المختار صاحب الجيش الذي لا يقهر
الفرق الوحيد بيننا و بينهم هو أنهم يعرفون أن ( الواقع يخدم الأسطورة ) بينما عندنا في وطننا العربي فننتظر أن تتحول الاسطورة إلى واقع و ننتظر أن تأتي الجيوش من السماء لتمنحنا القوة و النصر ... إن اليهود لم ينتصروا ابداً لأنهم الشعب المختار أو لأنهم يملكون الجيش الذي لا يقهر بل لسبب صغير جداً هو أن الخطط الموضوعة تجعل من هذا الجيش هو القاهر دائماً و ذلك ليس من ضروب الصدفة و لكن من ذكاء و تخطيط سليم يدعمه اقتصاد زاهر و ايادي مخلصة تعمل على التفاني في خدمة الوطن القومي اليهودي ... إن إنتظار النصر من السماء هو انتظار ان تخدم الاسطورة الواقع و أن يتحول الحلم لحقيقة و ان يعود الفردوس المفقود في يوم ..
و لعل سبب أساسي في كتابة هذا الموضوع هو نص قرأته لشكسبير يتحدث فيه عن اضطهاد اليهود في اوروبا و مدى حزنه عليهم و يقول ( اليس اليهود بشر يشعرون بالألم و يملكون اعضاء بشرية مثلنا و اليس تجري في عروقهم دماء مثل ما يجري في عروقنا دماء ) و الحقيقة إن هذه الإمبريالية اتي مارستها الدول المسيحية على اليهود في القرون الماضية جعلتهم يشعرون بالذنب تجاه هذا الجنس البشري و خاصة بعد الحرب العالمية الثانية و المحرقة او الهولوكوست إن صح الخبر .. و من هنا كما يقول المثل الشهير ( يكمن الأرنب ) فالزاقع هو ما يخدم الاسطورة و النصر هو الذي يجلب الإحتفال و التخليد
و رغم إن كلامي لم اتعمد فيه لمس الوعود الدينية - من الإسلام - على تحقيق النصر و الفوز و لكن تكلمت بشكل عام على اساطير الشعوب و ليس الأديان .... و ملحوظة هامة أن علم الميثولوجيا او علم الاساطير يعتبر الدين من تلك الأساطير و لكن أنا لم اعتبر او اتعمد ذلك في كلامي